قالت دوبرافكا شوتشا، مفوضة الاتحاد الأوروبي لشؤون البحر المتوسط، إن الاتحاد الأوروبي مستعدّ لتولي دور محوري في استقرار منطقة الشرق الأوسط، عقب اتفاق وقف إطلاق النار الأخير بين إسرائيل وحماس. وذكرت شوتشا خلال كلمتها أمام الجلسة العامة للبرلمان الأوروبي في ستراسبورج أن الوضع في المنطقة "هشّ للغاية"، مؤكدة أن الأزمة الإنسانية في غزة ما زالت "كارثية" رغم وقف إطلاق النار.

أوضح تقرير ديلي صباح أن شوتشا شددت على استعداد الاتحاد للمشاركة في خطة مكوّنة من عشرين نقطة تهدف إلى تثبيت الاستقرار في المنطقة، مع استمرار التواصل مع كلٍّ من السلطة الفلسطينية والحكومة الإسرائيلية. وأشارت إلى أن الاتحاد "في موقع فريد يؤهله للعب دور محوري في هذا الوضع الدقيق"، مؤكدة أن المساهمة الأوروبية يمكن أن تشمل مساعدات إنسانية واسعة النطاق، تتضمن إجلاء المرضى الفلسطينيين للعلاج في أوروبا، إضافة إلى استخدام موارد الحماية المدنية في "عمليات الإنقاذ وإزالة الأنقاض والتطهير".

كما لفتت شوتشا إلى إمكان انخراط الاتحاد في الترتيبات الأمنية والإدارية، بما في ذلك إعادة نشر بعثة المساعدة الحدودية التابعة للاتحاد الأوروبي في معبر رفح، وتوسيع برنامج تدريب الشرطة تحت إشراف مكتب التنسيق الأوروبي لدعم الشرطة الفلسطينية ليشمل غزة.

وجددت المفوضة تأكيد التزام الاتحاد بحلّ الدولتين، مشيرة إلى أن المفوضية ستستخدم جميع أدواتها ذات الصلة، وستستضيف اجتماع مجموعة المانحين لفلسطين في العشرين من نوفمبر المقبل لتنسيق جهود إعادة الإعمار والإصلاح. وأضافت أن "التطورات الأخيرة في غزة تمنح بصيص أمل، لكن إحلال السلام الدائم يتطلب جهودًا مستمرة ومنسقة".

في المقابل، وجّه عدد من أعضاء البرلمان الأوروبي انتقادات حادّة للاتحاد بسبب ما وصفوه بـ"صمته وتواطئه" حيال ما يجري في غزة. إذ اتهمت النائبة الأيرلندية لين بويلان، من مجموعة اليسار، الاتحاد بـ"عدم التحرك" رغم "حصيلة الوفيات الكارثية"، مشيرة إلى مقتل عشرات الآلاف من الفلسطينيين وإصابة وتجويع آلاف الأطفال. وأضافت أن "هذا الاتفاق لا يمكن أن يكون ذريعة لجلوس الاتحاد مكتوف الأيدي. الآن هو وقت استعادة المصداقية الأوروبية وإنهاء التواطؤ في هذه الإبادة الجماعية".

ورأت النائبة اليسارية ريما حسن أن ردّ الاتحاد الأوروبي "يعكس ذهنية استعمارية"، معتبرة أن الاتحاد منح إسرائيل "ضوءًا أخضر لارتكاب جرائمها". وأضافت أن "السلام بالنسبة لفلسطين يعني إنهاء الإفلات من العقاب، وإنهاء تواطؤ الغرب، ووضع حدّ للفصل العنصري والإبادة الجماعية".

من جهته، اتهم النائب البلجيكي مارك بوتينجا الاتحاد الأوروبي بـ"تمويل وتسليح الإبادة"، بينما دعا النائب السلوفيني ماتياز نيميتس إلى محاسبة المسؤولين عن جرائم الحرب وفرض عقوبات عليهم.

وختم النائب الأيرلندي لوك مينج فلاناجان بالقول إن "الدعم غير المشروط الذي قدّمته رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين لإسرائيل شجّعها على ارتكاب أبشع جرائم الحرب"، مطالبًا الاتحاد الأوروبي بإلزام إسرائيل بتحمّل تكلفة إعادة إعمار غزة.
 

https://www.dailysabah.com/politics/euready-to-play-pivotal-role-in-stabilizing-middle-east/news